هنيا لمن وجد في نفسه هذه الثلاثة !!
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
سبحانه القائل (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ )) [19] سورة محمد .. فهنا باب الإمام البخاري رحمه الله تعالى ,, باب العلم قبل القول والعمل.
كثير ماشد انتباهي في بدايات الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله , وطريقة بداياته في الرسالات العقديه , فنلاحظ كثير من رسالاته نجد هذا المقطع في البداية :..
(( وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر , وإذا ابتلي صبر , وإذا أذنب استغفر ,
فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة ))
وبعد البحث وجدت ان هذه المقدمة كتبها كذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في أحد مؤلفاته .
فعجباً والله لهذه الثلاث , الذي ذكرها الإمام ابن القيم وبعده ابن عبدالوهاب .
فدعونا نسير في هذه الثلاث وننظر سبب تخصيصها بالسعادة :
1 * الشكر عند الإعطاء
فالشكر نوعان :
أ_ شكر بالقول ....
ب_ شكر باللسان : ودليله قوله سبحانه {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13] سورة سبا
وأما أركان الشكر فهي ثلاث :
_ الإعتراف بالنعمة.
_ التحدث بالنعمة ظاهرا .
_ صرف هذه النعمة لله وفي طاعة الله .
2 * الصبر عند البلاء .
وهذه هي محك كثير من الناس فنجد انه هذا البلاء إنما كان تمحيصا لأهل الإيمان فيقول سبحانه {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [2] سورة العنكبوت ,, فيقول الشيخ عبدالرحمن السحيباني وفقه الله .. والفتنة من الإبتلاء .
والصبر (( حبس اللسان عن التشكي , وحبس الجوارح عن اللطم وشق الجيوب , وحبس النفس عن الجزع )) .
فيا أهل البلاء .. لو نجى من هذا البلاء أحد , لنجى منه الأنبياء والرسل , فهذا ابتلي في جسده , وهذا ابتلي في دعوته , وكل يبتلى .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شُدِّد عليه البلاء وإن كان في دينه رقة أو ضعفا خُفِّف عليه البلاء".
ويقول الجبار سبحانه في تمييز اهل الصبر عند البلاء بحق الهداية {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ [156] أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} سورة البقرة .
فهنيئا والله لأهل الصبر , فالصبر عنوان للسعادة .
3 * الإستغفار عند ارتكاب الذنب .
وهذا باب عظيم , وبحر لاساحل له , ولكن مارأينا أبلغ ولا أجمل من ذكر الله
فيقول سبحانه {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [53] سورة الزمر
ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال : (قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي من عندك مغفرة، إنك أنت الغفور الرحيم).